المجلة | حــديث |قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم

/ﻪـ 

قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .
العفُوُّ من أسماء الله تعالى ، وهو يتجاوز عن سيئات عباده، وهو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده ، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ، وعفوه أحب إليه من عقوبته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك . قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتلِ بالذنب أكرم الناس عليه . يشير إلى أنه ابتلى كثيراً من أوليائه وأحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو فإنه يحب العفو. وقد جاء في حديث ابن عباس مرفوعاً: (إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيعفو عنهم ويرحمهم إلا أربعة : مدمن خمر ، وعاقاً ، ومشاحناً ، وقاطع رحم). لما عرف العارفون بجلاله خضعوا ، ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا ، ما تم إلا عفو الله أو النار ، لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة ، ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه . كان بعض المتقدمين يقول في دعائه : اللهم إن ذنوبي قد عظمت فجَلَّت عن الصفة وإنها صغيرة في جنب عفوك ، فاعف عني . وقال آخر منهم : جرمي عظيم ، وعفوك كثير فاجمع بين جرمي ، وعفوك يا كريم ، يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر ، أكبر الأوزار في جنب عفو الله يصغر . وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر. كان مطرّف يقول في دعائه : اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا وكان غاية أمله أن يطمع في العفو ، ومن كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة .

المزيد